قراءة لكتاب :
من تاريخ الكويت
المؤلف : سيف مرزوق الشملان
إعداد الباحثة: آلاء وليد المنصور
الملاحظــــــات
|
رأي الكاتب – الشملان
|
النشأة
|
التاريخ الذي أورده الكاتب لم يتم ذكره في من سبقه من مصادر حيث يراها الرشيد والقناعي عام 1688م- ويتفق مع القناعي حول اسم من الأسماء التي ذكرها حول باني الكوت وهو براك بن عريعر ويوضح الكاتب أهمية الكوت كونه مستودع للسلاح والذخيرة يلجأ له الباني في غزواته
|
هجرة العتوب
|
- ويقول ص106:"المشهور أن آل صباح ورئيسهم جابر ------"
|
هنا يرى الكاتب أن السبب الوحيد للهجرة هو النزاع ولايذكر شيئا عن القحط وقلة الموارد والتي كانت سببا-كما يرى معظم المؤرخين-لهجرة العتوب من موطنهم الأصلي،والغريب أن الكاتب يورد اسم زعيم آل صباح وهو(جابر)ولم يسبق أن ذكر هذا الاسم عند الرشيد والقناعي لعله يكون تأكيد على شخصية الحاكم المختار لاحقا(صباح بن جابر)،كما أن الكاتب يتفق مع الرشيد والقناعي في عدم ذكر مصطلح (عتوب)
|
نظام الحكم
|
على عكس ميمونة الصباح التي ترى أن الحكم أتى مباشرة منذ استقرار العتوب على أرض الكويت ومن ثم توزع المهام على كل أسرة حيث الحكم لآل صباح والتجارة لآل خليفة وشئون البحر للجلاهمة، يرى الشملان أن الحكم جاء كنتيجة لاشتغال الجلاهمة وآل خليفة في البحر والسفر والغوص على اللؤلؤ وبقاء آل صباح في الكويت وهو الذي أهلهم للحكم،كما أنه لايراه أتى مباشرة منذ الاستقرار وهنا يوافق كل من الرشيد والقناعي.
|
*لايجد الكاتب في حكام الكويت مايميزهم عن أهلها وذلك إلى عهد مبارك،حيث شبه نظام الحكم بالنظام العشائري وأن هناك من أهل الكويت من يفوق سلطة الحاكم نفسه.
|
هذا الرأي يختلف عن كل من الرشيد والقناعي والهاجري الذين يرون أهمية لحكام الكويت وسلطتهم في الدولة خاصة منذ بداية تأسيسها وذلك من ضبط لأمور الدولة وتنظيم شئون البلاد. ثم أن الشملان يورد لاحقا مايناقض رأيه بشأن الضريبة التي أتت بموافقة التجار وذلك عندما عارض التجار الشيخ عبدالله في فرض رسوم جمركية حول البضائع الخارجة من الكويت بقولهم-كما أورد الكاتب-ص131:"لانقبل أن تجعل على أموالنا ما لم يجعله أبوك وجدك"،كيف هذا والشملان يرى أن الضريبة فرضت في عهد الجد والأب وبموافقة التجار.
| |
|
الحقيقة أن هناك غير النبهاني من ذكر عن هذه المساعدة وهو الأعظمي الذي ذكر المساعدات فقط ولم يذكر القتال وهذا الرأي اعتمده القناعي في كتابه. وبدل أن ينصح الكاتب الباحثين في الاطلاع على المصادر المهمة والاجتهاد في البحث كان الأولى به ذكر هذه المعلومة المهمة وهي موجودة في كتاب القناعي الذي اعتمد عليه الكاتب نفسه في تدوين كتابه. وليس معنى عدم ذكر النبهاني لرواية عدم حدوثها.
| |
هنا يناقض الكاتب نفسه حول الأسباب الحقيقية لمكافأة الدولة العثمانية للشيخ جابر فمرة يراها بسبب فك حصار البصرة ومرة يرجعها إلى موقف الشيخ جابر من الإنجليز وذلك بعد رفض جابر رفع العلم البريطاني.
| ||
لا نعلم ماذا يقصد الكاتب من هذا الخضوع فهو لم يذكر التبعية الاسمية وعلى أي حال فإن رأي الكاتب يختلف عن رأي معظم المؤرخين ممن اعتبروا التبعية للدولة العثمانية لاتعدو عن كونها تبعية اسمية فقط وفي هذا يقول الهاجري في كتابه ص111:"ان علاقة الكويت بالدولة العثمانية علاقة اسمية فقط ولم يحدث يوما أن كانت الكويت تحكم من قبل العثمانيين -------أما دور الدولة العثمانية فلم يتعدى الاعتراف بشرعية حكام الكويت فقط"
| ||
*في تناول الكاتب لشخصية مبارك الصباح الحاكم السابع اعتمد كثيرا على النقل الحرفي من الرشيد خاصة فيما يتعلق بحادثة قتل مبارك أخويه فقد نقلها كلها عن الرشيد.
|
*في هذا الباب تحديدا لم يضف الكاتب شيئا جديدا على الرشيد والقناعي بل اكتفى بالنقل، بينما نجده في القسم الأخير من الكتاب أورد مقالات من مجلة البعثة تتضمن سياسة الشيخ مبارك والحقيقة أن فيها كما كبيرا من المعلومات الهامة حول هذه الشخصية وتضمن تفصيلا دقيقا لسياسته مع كل من الدولة العثمانية وكذلك بريطانيا بشكل دقيق جدا،وكذلك خلافه مع أخوته ودور يوسف الإبراهيم.
*قدم الكاتب وصفا دقيقا ممتعا عن وقعة الصريف وذلك نقلا عن أشخاص شاركوا في هذه الوقعة وهذه إضافة من الكاتب مهمة في وصف الأحداث.
|
يقدم الكاتب معلومات قيمة جدا بخصوص هذه المشكلة حيث وضع الشملان عددا من الرسائل المتبادلة بين مبارك والتجار وبين التجار أنفسهم -وهذه أسبقية للكاتب- للوصول إلى اتفاق لحل هذه المشكلة ووثق الشملان هذا الموضوع بعرض الرسائل الأصلية وهذا أعطى قيمة كبيرة لكتابه ولقد أطلعنا على هذه الرسائل بمتعة كبيرة فهي تصف طبيعة العلاقة بين مبارك وهؤلاء التجار وتبين مكانة االتجار كما أنه تعطينا تصورا عن طبيعة اللغة التي يتواصل بها الناس ذلك الوقت.
رغم أن الكاتب أبرز دور التاجر(شملان بن علي) كونه أحد أفراد أسرته ودوره في اقناع مبارك بالذهاب إلى البحرين استرضاءا لهلال المطيري وهنا يظهر الكاتب بعض التحيز.
|
عصيان أهل الكويت لمبارك في مساعدته خزعل خان ضد الدولة العثمانية
|
أورد الشملان عدة رسائل تبين هذا العصيان على مبارك وقد سبق الرشيد في ذلك
| |
معركة الجهراء و مؤتمر العقير
|
قدم الكاتب وصف لمعركة الجهراء اعتمادا على ما نقله من الرشيد ولم يتعرض لمؤتمر العقير ولا نتائجه التي كانت لها أهمية على الوضع السياسي وإنما تطرق له بشكل عابر.
يورد الشملان رسالة من القناعي وفيها وصف دقيق لوفاة الشيخ سالم.
| |
عريضة أعيان الكويت بعد وفاة الشيخ سالم المبارك وفيها بنود تحدد أهم مطالب الشعب الكويتي من الأسرة الحاكمة .(المجلس التأسيسي)
يقول الكاتب عن هذه العريضة ص196:"يرفع الأمر للحكومة البريطانية للتصديق عليه، وعن تأسيس مجلس شورى لإدارة شئون البلاد"
مجلس للنظر في أمور البلاد وإصلاحها "
|
في رسالة مرسلة من القناعي إلى جد الكاتب والذي أوردها الشملان في كتابه والحقيقة هذه الرسالة تلفت النظر حيث أنه بمجرد وفاة الشيخ سالم وقع أعيان الكويت على عريضة كان من أهم بنودها إصلاح بيت الصباح كي لايجري بينهم خلاف حول تعيين الحاكم وحددت هذه العريضة أسماء المرشحين من الأسرة لتولي الحكم والذين رشحهم الموقعين عليها ، واللافت هنا أن الرشيد لم يتطرق لهذا الموضوع رغم أهميته وتشير هذه العريضة إلى عدة أمور ،أولا:إلى وجود خلاف مسبق بين أفراد الأسرة حول تولي الحكم لم يشر له أحد من المؤرخين ولا حتى الشملان نفسه بل اكتفى بعرض الرسالة والمطالب الكويتية. ثانيا: من بنود هذه العريضة مطالبة الكويتيين بمجلس تأسيسي للنظر في شئون الدولة وهذا الكلام لايتطابق مع ما أورده الرشيد في كتابه حول هذا المجلس ومن أنه بدأ بعد تولي أحمد الجابر زمام الحكم وليس بعد وفاة الشيخ سالم. ثالثا:أن ترفع هذه العريضة للحكومة البريطانية للتصديق عليها. هل يمثل هذا أسلوب ضغط من الكويتيين على الأسرة الحاكمة وهل يشير إلى وجود خلاف؟ كما يبين عدم رجوع الكويتيين لرأي أفراد الأسرة في ذلك بل رفعوه مباشرة إلى الحكومة البريطانية.
*هنا يظهر تضارب آراء الكاتب حول المجلس التأسيسي فمرة يراه طالب به الكويتيون مباشرة بعد وفاة الشيخ سالم ورفعوا الأمر لبريطانيا , ومرة يراه أتى بطلب من الكويتيين للشيخ أحمد الجابر.
لايعتبر هذا أسلوبا علميا فعلى الباحث تدوين الأحداث مثلما جاءت. يلجأ الكاتب إلى هذا الأسلوب أيضا في حديثه عن الشيخ عبدالله السالم حيث يخاطب القارئ بأنه يعلم هذه الأوضاع فهي معاصرة. أغفل الكاتب هذه الجوانب الهامة والحساسة في تاريخ الدولة وخاصة فيما يتعلق بعهد الشيخ عبدالله السالم الذي شهد عصره منعطفا سياسيا كبيرا وهاما ظلت نتائجه إلى يومنا هذا والتي تكمن في استقلال الكويت بإلغاء الحماية وتوقيع وثيقة الدستور وإنشاء مجلس الأمة.
|
ثم بعد ذلك نجد الكاتب يعرض على المواضيع بشيء من السرعة وجاءت مواضيع الكتاب غير مرتبة خلط فيها الكاتب بين الجوانب السياسية والاجتماعية فهو يذكر اتفاقية امتياز الأرض المحايدة بعدما تحدث عن المدرسة الأحمدية والمكتبة الأهلية والنادي الأدبي، ولايفصل الكتاب الجوانب الاجتماعية بل اكتفى بذكر الألفاظ المحلية والتسميات الدارجة في مقدمة الكتاب. كذلك نجد الكاتب لم يتناول المدرسة المباركية في حديثه رغم أنها أول مدرسة نظامية وكان لها دور كبير في إنشاء مابعدها.ثم يعرج الكاتب على ذكر معركة الرقعي ويصفها وصفا دقيقا. نلاحظ الكتاب جاء على شكل تعليقات وتوثيق الأحداث بالرسائل ولكن بشكل غير مرتب ونعتقد أن الثقل التاريخي للكتاب جاء فيما وضعه الكاتب من مقالات كتبت في مجلة البعثة حيث حوت معلومات سياسية هامة خاصة في عهد الشيخ مبارك وأسباب خلافه مع أخوته وعلاقته بالدولة العثمانية والأسباب التي دفعته لتوقيع معاهدة الحماية مع بريطانيا كما تبين دور يوسف الإبراهيم في هذا النزاع والخلاصة منها أن سياسة مبارك لم تكن واضحة مع كل من الدولة العثمانية وبريطانيا. اقتصر دور الكاتب على جمع الرسائل والتعليق عليها(رغم أن هذه الرسائل انحصرت فقط في جانب معين وهو المتعلق بأسرة الكاتب)، ثم أنه نقل من كتاب الرشيد والقناعي وبعد فإنه وضع مقالات كاملة في كتابه ورغم أهميتها إلا أن الكاتب كان بإمكانه الكتابة حول مواضيع أكثر أهمية في تارخ الكويت السياسي وأن لا يحصر نفسه فقط في الجدل حول شخصية الشيخ مبارك وسياسته والتي جاءت في مقالاته ،حيث أن الجوانب الأخرى تعد من الأهمية بمكان أن يتطرق لها الباحث في كتابه خاصة أحداث المجلس التأسيسي واستقلال الكويت ودستور دولة الكويت وإنشاء مجلس الأمة ، وكذلك الحركة الفكرية في الكويت وانتشارالعلم فيها بعد إنشاء المدارس النظامية فلم يولها الكاتب أهمية كبيرة.
والخلاصة التي نخرج منها هي أن الكتاب اعتمد على النقل من الرشيد مع بعض الرسائل التي لاتضيف شيئا عما كتبه من قبله -وخاصة الرشيد - بل جاءت على شكل مواضيع فرعية ثانوية تؤكد ماقاله الرشيد والقناعي ولاتضيف شيئا جديدا. كما انه ركز كثيرا على الجانب السياسي وخاصة في عهد مبارك الصباح. وأغفل جوانب عديدة مثل الجانب الاقتصادي والاجتماعي والفكري ولم يعطها أي أهمية في كتابه وإن كان قد بين بعض مظاهر الحياة الاجتماعية في الكويت ولكن بشكل غير مباشر وذلك في عرضه للرسائل فهي تعكس بعض مظاهر الحياة الاجتماعية وإن جاءت مغلفة بطابع سياسي .والذي يقرأ هذا الكتاب يجده مفتقدا لجوانب تشكل أهمية في قيام الدولة مثل الجانب الاقتصادي والذي أهمله الكاتب-يذكر بعض الأمور مثل الغوص وامتياز الأرض المحايدة وامتيازات السيارات بين الكويت والبصرة.
في النهاية يمثل هذا الكتاب مصدرا من مصادر تاريخ الكويت قدم فيه الكاتب مختصرا عن تاريخ الدولة مع التركيز على الجانب السياسي وهو جدير بالقراءة.
ممكن تزويدنا برابط تحميل كتاب تاريخ الكويت للمؤلف مرزوق الشملان ولكم الشكر والتقدير...
ردحذف